راقصة منتصف الليل - من كتاب المتمرد

راقصة منتصف الليل - من كتاب المتمرد


راقصة منتصف الليل - من كتاب المتمرد

راقصة منتصف الليل

كانت تلك فتاة تركض بشكل راقص فوق الخشبة تارة تقفز و تارة أخرى تسقط وكأن خشبة المسرح قد حطمت تماما ولا تصلح لرقص تماما كانت تحرك أطراف أصابعها على الأرض كأن زجاجا متناثر على الأرضية فقط لمحاكة نوتاتي البيانو كانت الأجمل إطلاقا إردت الكثير من الأحمر و شيء من الأسود لبرهة تتأكد أنهما لونان مستخلاصان من القسوة لكن بدا أنها تستمتع فقد نسيت وجود جمهور ولا لجنة وعمال تقنيين وأيضا نسيت وجودي أنا كاتبها المفضل راقصة منتصف الليل إعتزلت الرقص منذ زمن طويل و اقسمت ان لا تعاوده اقسمت انها لن تتمايل على أطراف أصابعها مجددا لا لن تراقصه الا حينما يدق منتصف الليل لها موعد مع الموسيقى ترتسم في خيالها خشبة المسرح وتصنع من أكاذيب كثيرا حقيقة بيضاء بثوب أحمر و وشاح فروي أسود تعاند الموسيقى وتلهب دماء عروقها حتى تجمد تدوس الأشواك والزجاج و تستمتع بالألم يائسة الإقاع تبكي و تبتسم تحيا و تحتظر الملاك الذي بداخله ألف صراع... صريحة بتفكيرها ولا تسيتقظ إلا بدمعة باردة على الخد تعانق و سادتها قبل النوم فتفيقها الوسادة فرقتها بعيدا عن اليد.. تكتفي بمقاتلة كبريائها ليلا مخاطبة ضميرها صباحا وعدته أنها لن تكتفي حتى تنتقم لو ان هذا سيزيدها جرحا ... شقراء في منتصف الليل على ضوء البدر ترقص .. شقراء إعتادت الخيبات .. و وروده أوشكت ان تيبس إعتدت السهر أرقبها من نافذة غرفتها في منتصف الليل تتمايل بين أربع جدران و تكتفي بترديد "نعم انا بخير".. أخبريهم ان راقصة منتصف الليل تتألم أخبريهم انها لا تنتمي الى قلعة الأحزان مع ذلك تتأقام.... فقط أخبريهم شيئا ما مللت مراقبتك تنحانين لمن يؤذيك أخبريهم والا فعلت و أرقص في جنازتك ربما أتي لأعزيك ... يا رقصة منتصف الليل

Aucun commentaire