هي تفضفض. . أنت تلاكم! - من كتاب للرجال فقط


            !هي تفضفض. . أنت تلاكم                                          

!هي تفضفض. . أنت تلاكم



لا شك أنّك قد شاهد مباراة ملاكمة في يوم من الأيام ،
هذه الرياضة العنيفة التي يمارسها الرجال في البيوت دون أن يشعروا!
ولا أقصد بذلك لكم المرأة فى وجهها ، نحن لكم مجاز ، إنما
ضربت هذه الرياضة مثلاً لأنها أقرب الأمثلة لما يحدث فعلاً!

في مباراة الملاكمة اللاعب دوما بين خيارين إما أن يدافع عن
نفسه بشراسة عندما يتعرض للكم من خصمه، أو يهاجم أيضاً
بشراسة لأنه يعلم أنه إذا لم يسدد اللاّمات فسيتلقاها!

لا يوجد بيت إلا وفيه مشاكل مهما كانت بسيطة ، ولا يوجد
حياة إلا ولها منغصاتها مهما توفّر فيها الرفاه المادي ، طبيعة الرجل
في المشاكل والمنغصات أن ينكفئ على نفسه ، ويتقوقع على ذاته ،
تماما كالسلحفاة التي عندما تشعر بالخطر تدخل صدفتها الصلبة
وإدخال السلحفاة رأسها لا يعني أنها نسيت المشكلة أو الخطر المحدق
بها في الخارج ، إنها فقط تفكر ، وتقلب الأمور ، وتنتظر أما طبيعة
المرأة في المشاكل فعلى النقيض تماماً من ، هذا ، إنها تخلع قوقعتها ،
أي أنها تتحدث عن المشكلة التي تواجهها! فبالنسبة إلى الرجل
الصمت هو جزء من الحل ، إنه مفطور على حل الأشياء ، وتحقيق
النتائج ، أما بالنسبة إلى المرأة الفضفضة هي من لوازم المشكلة ورغم
أنها تعرف يقيناً أن الفضفضة لن تقدم حلاً إلا أنها لا تستطيع كتم
أحاسيسها هي مفطورة على هذا الأمر أيضاً!

عندما تشكو إليك فهي لا تطالبك بإيجاد حل لهذه المشكلة ،
أحيانا على يقين أنك لا تستطيع حلها ، أساساً لو كانت تعرف
أنك تستطيع حلها ما سكتت حتى هذه اللحظة ، كل ما تريده منك
أن تستمع فقط! الحديث عن المشكلة بالنسبة إلى المرأة هي عملية
إفراغ الحمولة !

لا شك أنك شاهدت شاحنة ضخمة تحمل رملاً إلى ورشة
يُشيّد فيها مبنى ، اللحظة التي تقف فيها الشاحنة وترفع ظهرها
وتصب على الأرض هذه الحمولة التي أتت بها ، هي تماماً ما تشعرُ
به المرأة عندما تتحدث عن المشكلة ، إنها تتخلص من حمولة
ولكن إيّاك أن تعتقد أنها تلقيها عليك!

عندما تشكو إليك انزعاجها من تدخل أمك في حياتها ، فهي
لا تقول لك غير أمك إنها لا تناسبنيا ولا تقول لك عليك أن تضع
حداً لهذا وتخبر أمك أن تكف عن التدخل في شؤونها ، وإبداء
الملاحظات الدائمة لها ، إنها فقط تريد أن تقول : أنا منزعجة جداً
من هذا الأمر ! ولا تريد منك أكثر من أن تستمع إليها ، ثمة حمولة
ثقيلة على ظهرها تريد أن تفرغها أمامك لا عليك!

ولكن الرجال يخلطون بين حاجة المرأة إلى الحديث عن
المشاكل وبين تحميل الرجل سبب نشوء هذه المشاكل! هنا يلجأ
الرجل إلى الملاكمة! فالذي يحدث غالباً أن الرجل يعتبر هذا الأمر
هجوماً عليه ، فيلجأ إلى ما يفعله الملاكمون في الحلبة إما أن يدافع
بشراسة، كأن يقول لا هذا ليس صحيحاً ، أمي إمرأة طيبة ، أمي لم
تقصد هذا ، هي تتدخل لأنها تحبنا ، أمي تريد لنا الخيرا
وإما أن يهاجم بشراسة كأن يقول : أنت تتحملين المسؤولية ،
عليك أن تتقبلي ملاحظاتها ، عليك أن لا تتضايقيا يجب أن
تكوني مرنة أكثر!

ستستغرب حين أقول لك أن كلامك حين دافعت بشراسة قد
يكون صحيحاً ، وكذلك كلامك حين هاجمت بشراسة قد يكون
صحيحاً أيضاً، ولكن المشكلة في التوقيتا في أثناء سعيها لتفريغ
حمولتها عليك أن تستمع فقط ، دعها تخرج كل ما في قلبها .
أساساً كيف ستقوم بحل مشكلة لا تعرف حجمها وحدودها ، تفريغ
حمولتها يكفل لك أمرين ، الأول أنها تحدثت وفي هذا راحة لها ،
والثاني
الثان أنك رايت الأمر من منظورها وزاويتها ، وإن أصدق ما نقوله
نحن البشر إنما نقوله في لحظات إفراغ الحمولة!

هذا لا يعني أنه عليك الاستماع على الدوام دون أن تحرك
ساكناً، عليك أن تُميِّز بين ما يمكنك حله من المشاكل التي تشكو
هي لك منها ، وبين تلك التي نصنفها واقعة بمشيئة القدر ، فأمك
مثلا هي قدر لا أنتَ قادر على استبدالها بأخرى ، ولا يسمح لك أن
تُفرط ببرها على أية حال كانت ، هذا إذا سلّمنا جدلاً أن بعض
المشاكل منها فعلاً ، وليس تحليلاً خاطئاً من زوجتك أو رؤية الأمر
من منظورها ، أحيانًا الحكم على المواقف يكون متأثراً بالنظرة التي
ننظر بها إلى هذا الموقف ، أو بالأحرى هذا هو الحال غالباً وليس
أحان!

ولكن ليس من أهداف هذا الكتاب أن يغوص في هذه
التفاصيل الصغيرة التى تختلف من بيت إلى بيت ، وتتباين تبايناً
كثيراً من شخص إلى آخر إنما الهدف منه هو الغوص عميقاً في
الخصائص التي يشترك فيها الرجال وتلك التي تشترك فيها النساء!
ولكن بما أنه أمر قد فُتح ، فلا بأس بنصيحة : أحياناً الطريقة الأمثل
لحل مشكلة ما هو الحفاظ عليها بهذا المقدار، وهذا الكم والكيف ،
والنجاح الحقيقي هو قدرتنا في منع تفاقمها في مشاكل كهذه
يجب مسك العصامن المنتصف ، حتى تبدو ككفتى ميزان
الخضار ، في الكفة اليسرى يجب أن تكون على المستوى نفسه من
الكفة اليمنى التي فيها الوزن الذي نريده ، فلو رجحت إحدى
الكفتين يحصل ظلم إما للبائع وإما للمشتري ، وهذا مثل لتقريب
المعنى ليس إلا ، ولس أساوي بين الزوجة والأم ، ولكني أقول إن
كان العقوق أمراً لا يمكن تبريره فالطلاق بمثابة كارثة لا يخرج أحد
منها منتصرا ، وهذا ما عنيته حين قلت : الحل الأمثل لمشكلة ما هو
الحفاظ عليها بهذا المقدار!

ولكن بعض الأمور التي تشكو منها قد يكون حلها عندك ، في
هذه الحالة لا بد من نزع فتيل الأزمة إذا كنت تريد أن تحافظ على
بيتك ، وإن كان استمرارل بالقيام بما يزعجها مع سكوتها وتوقفها عن
إفراغ حمولتها بشأنه لا يعني انتصارك ، ولا يعني أنك فرضت أمراً
واقعاً وأجبرتها أن تعيش فيه ، هذا يعني شيئاً واحداً وهو أن جزءاً
من علاقتكما قد مات! أحياناً توقفنا عن العتاب يعني أننا زهدنا
فى هذه العلاقة! وقد قال شاعرنا : ويبقى الوض ما بقى العتاب!
قد تتذمر هي من سهرك المتكرر مع أصدقائك ، هذه ازمة نزع
فتيلها بيدك أنتَ ، هي لا تريد منك أن تقطع علاقتك بأصدقائك ،
وليس تسعى إلى تملكك كما قد يتبادر إلى ذهنك ، كل ما تقوله
الك : أفتقدك ، وأريدك بجانبى أكثر! ولكننا نحن البشر نقول أشياء
عاطفية بلغة ليست كذلك! كلانا نفعل هذا ، نحن معشر الرجال
وهن معشر النساء ! والذكى من أحسن التقاط الإشارات ، وأجاد
ترجمة الكلام !
في مشكلة كهذه عليك أن تعرف أنّ لها حقاً فيك ، تماماً كما
أنت لك حق فيها ، وحقها وحقك أبعد من السرير ، وأعمق من
الجنس !
منذ اللحظة التي ترتبط فيها علينا أن نعرف أنه علينا أن
نصحى بجزء من خصوصيتنا ، وأن العقلية التي كنا ندير بها حياتنا
قبل الارتباط يجب أن تختلف عن العقلية التى يجب أن ندير بها
حياتنا بعد الارتباط! فلا هي من حقها أن تمتلكك بالكلية فتأخذك
من كل عالمك قبلها ، ولا انت من حقك أن تجعلها أثاثاً في البيت ،
كالكنبة والتلفاز لا تأتيه إلا عند حاجتك إليه! إنزع فتيل الأزمة ،
ونظم وقتك وعلاقاتك ، أبق شمعة الحب متقدة فإنها متى انطفأث
صارت العلاقة جحيماً!
خلاصة الكلام هنا ، أنه عليك أن تميز بين الأمور التي تفرغ
حمولتها منها ، فتعرف ما هو الممكن تغييره فتغيره ، وما لا يمكن
تغييره وفي كلا الحالين عليك أن تستمع ، لا تتركها كالشاحنة تلف
الشوارع تنوء تحت حملها!
وقد تسألني : هذا ما علم أنا ، فما عليها هي؟!
أجيبك : المعنيّ بالخطاب أولاً أنتَ ، هذا الكتاب للرجال فقط!
ولكن بما أن نساءً سيقرأنه ، فسأجيب عن سؤالك ، وإنما له وليس
لك؛ فليس لك أن تقول لها أنا ألاكم لأن هذا . طبعي وهذه فطرتي
عليك أن تتحملي كما أنا أتحمل إفراغ حمولتك .

في الحقيقة لو فعلت هذا فأنتَ لم تفهم الدرس جيداً ، لأن
قيامك بهذا الأمر في خضم إفراغها لحمولتها هو منعها من إفراغ
حمولتها ، وبدل أن نكون في المشكلة التي جاءت تشكو منها ، صار
عندنا مشكلتين ، المشكلة التى دفعتها للفضفضة ، والمشكلة الثانية
هي عدم إعطائها الفرصةأن يمكنك أن تخبرها بطبعك هذا،
وفطرتك هذه ، في لحظة اعتذار فقط ، كأن تكون أخطأت وقطعت
عليها لحظة إفراغ حمولتها ، فبعد ساعة أو ساعتين ، شعرت بضرورة
التطييب خاطرها ، تجلس بجانبها ، تحيطها بذراعك ، ثم تحدثها عن
طبعك ، وأنك فعلت هذا استجابة له وما كان يجب أن تفعل!

أما أنت فعليك أن تعلمي أنه عندماقاطعك أثناء إحراج
حمولتك كما كان يجب أن لا يفعل ، فهو شىء لا يتعلق بك وإنما
يتعلق به ، كان يستجيب الفطرته وطبعه تماماً كما كنت تفرغين ، حمولتك استجابة لفطرتك وطبعك !
 هولم يكن غارقاً في أنانيته ، ولا كان ديكتاتوراً يمنعك . حق الكلام ، كل ما فى الأمر أنه يشعر أنك مسؤولة منه ، وأنّ راحتك من مسؤولياته ، إنه يرى أن عدم راحتك هو تفريط بمسؤولياته ، وقد كان يدافع عن نفسه ولم يكن يقف ضد ؟ !
عليك أن تنتبهي النقطة مهمة هي أن الرجل يكره أن يشعر بالعجز ، وعدم قدرته على تغيير واقع . يضايقك يشعره بالعجزا لهذا فإن هروبه من الاستماع هو محاولة منه لترميم عجزه !

 كلانا علينا أن ننتبه إلى هذه النقطة جيداً
 نحن الرجال علينا أن نتفهم حاجتكن إلى الاستماع والتفهم . وإعطاؤكن الوقت الكافى لتفريغ حمولتكن
وأنتن النساء عليكن أن تتفهم أن شعور الرجل بالعجز شعور مرير.
 وقد يسأل سائل : ما الحل إذاً ، مادامت المرأة أثناء إفراغها الحمولتها تُشعر الرجل بعجزه ، وهو في عدم إتاحة الفرصة لها لإفراغ حمولتها يكبتها ؟
الحل هو أن لا يُشخصن الأمور !
بإمكان المرأة أن تكون دكية وتفرغ حمولتها دون أن تجعل الأمور يبدو شخصياً واتهاماً مباشراً للرجل بالتقصير ، وهذا يحتم أن تشكو من الموقف لا من الشخص ، ابتعدي عن جمل من نوع :
- أنت المسؤول عن كل هذا
 - هذه الأمور حدثت بسبك
 - الو أنك فعلت كذا ما حصل هذا
- شخصيتك ضعيفة
 - أنت عنيد
- أنت مهمل
- هذه تعابير مستفزة توقظ الملاكم الشرس الكامن في أعماق الرجل !

الرجل كذلك عليه أن لا يشخصن الامور ، ما يزعجها هو الموقف الذي هي فيه وليس شخصك أنت ! دعنا نراجع الأمور التي ضربناها مثلاً لمشاكل تدفع المرأة لإفراغ حمولتها :
 إنزعاجها من أمك هو انزعاج من موقف شعرت فيه بشيء من خصوصيتها قد استُبيح ، وليس انزعاجاً منك كونك ابن تلك المرأة ، هي تعرف أنك ستبقى ابن تلك المرأة مهما حدد ، كل ما كانت تريد قوله أنها تريد منكما أن تديرا حياتكما بعيداً عن أي تحكم ولو كان بدافع الحُب ، النقطة الأهم في هذا كله ، أنها تتحدث أمامك لأنها ما زالت تريدك !
مشكلة سهرك الدائم مع أصدقائك ، أتعتقد أنها لم تكن تريدك بجانبها ، أو أنها لا تحبك وترغب بقربك والشعور باهتمامك ، أكانت لتعاتبك أم أنها كانت ستفرح الأنك تخرج ، لأن وجودك
اليس مصدراً من مصادر سعادتها ، هي لا شك منزعجة من الموقف الذى صنعته بسبب عدم موازنتك بين حياتك الزوجية وعلاقاتك الخاصة ، ولكنها ليست منزعجة من شخصك ، هذا الشخص الذي أوجد هذا الموقف هى ما زالت تريده ، خذها مني قاعدة : نحن لا نقاتل بشراسة إلا فى سبيل الأشياء التى نحبها !

2 commentaires: